{والذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر} أي لا يشركون {ولا يقتلون النّفس التي حرّم الله} أي حرمها يعني حرم قتلها {إلاّ بالحقّ} بقود أو رجم أو ردة أو شرك أو سعي في الأرض بالفساد، وهو متعلق بالقتل المحذوف أو ب {لا يقتلون} {ولا يزّنون} ونفى هذه الكبائر عن عباده الصالحين تعريض لما كان عليه أعداؤهم من قريش وغيرهم كأنه قيل: والذي طهرهم الله مما أنتم عليه {ومن يفعل ذلك} أي المذكور {يلق أثاماً} جزاء الإثم {يضاعف} بدل من يلق لأنهما في معنى واحد إذ مضاعفة العذاب هي لقاء الآثام كقوله:متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا *** تجد حطباً جزلاً وناراً تأججافجزم (تلمم) لأنه بمعنى (تأتنا) إذ الإتيان هو الإلمام. {يضعّف} مكي ويزيد ويعقوب. {يضعّف} شامي {يضاعف} أبو بكر على الاستئناف أو على الحال ومعنى يضاعف {له العذاب يوم القيامة} أي يعذب على مرور الأيام في الآخرة عذاباً على عذاب. وقيل: إذا ارتكب المشرك معاصي مع الشرك عذب على الشرك وعلى المعاصي جميعاً فتضاعف العقوبة لمضاعفة المعاقب عليه {ويخلد} جزمه جازم {يضاعف} ورفعه رافعه لأنه معطوف عليه {فيه} في العذاب {فيهي} مكي وحفص بالإشباع. وإنما خص حفص الإشباع بهذه الكلمة مبالغة في الوعيد. والعرب تمد للمبالغة مع أن الأصل في هاء الكناية الإشباع {مهاناً} حال أي ذليلاً {إلاّ من تاب} عن الشرك وهو استثناء من الجنس في موضع النصب {وآمن} بمحمد عليه الصلاة والسلام {وعمل عملاً صالحاً} بعد توبته {فأولئك يبدّل الله سيّئاتهم حسناتٍ} أي يوفقهم للمحاسن بعد القبائح أو يمحوها بالتوبة ويثبت مكانها الحسنات الإيمان والطاعة، ولم يرد به أن السيئة بعينها حسنة ولكن المراد ما ذكرنا. {يبدل} مخففاً البرجمي {وكان الله غفوراً} يكفر السيئات {رّحيماً} يبدلها بالحسنات.